وهم عمره قرون.. الحليب ليس "كما نعتقد"

جرت العادة بين الناس ولفترة طويلة تمتد لعقود من الزمن أن شرب الحليب لا يناسب أجسامنا عندما نصاب بنزلة برد، وحرصنا كل الحرص على تفادي شرب هذا السائل المليء بالفوائد الصحية عند اصابتنا بنزلات البرد الشائعة، إلا ان طبيباً مختصاً أوضح لنا أن هذا الرأي الشائع مجرد خرافة لا تمت للواقع بصلة وليس لها أي أساس علمي.

وحذر الطبيب المختص -الذي يعمل في مشفى هامبتون بالمملكة المتحدة في مدينة بلفور لين- أن حرمان الانسان لنفسه من شرب هذا السائل المغذي وخصوصا في حالة إصابة الأطفال بنزلات البرد يمنعنا من الاستفادة من المنافع الجمة والكثيرة التي يحتويها السائل الحيوي.

لا صلة بين الحليب والبلغم

وقال الطبيب بخصوص الموضوع أعلاه بأنه لا يوجد أي صلة علمية بين شرب الانسان للحليب وبين انتاج المخاط في جسم الانسان والذي يتحول الى سائل لزج ومزعج في الحلق ، وخصوصا عند الإصابة بأمراض عابرة.

أصل الشائعة

ويعود أصل تلك الشائعة الى القرن الثاني عشر حسب ما اشارت اليه المختصة ساينس ألرت، اذ قام أحد رجال الدين في ذلك الوقت بترويج تلك الاشاعة عن مضار السائل الابيض عند الإصابة بنزلات البرد، والادهى من ذلك هو قيام أحد الكتاب في اربعينيات القرن الماضي بتكريس هذه الشائعة وهذا الاعتقاد الخاطئ حول الحليب، حيث أشار أحد أطباء الأطفال آنذاك ويدعى بنجامان سبوك عن مضار الحليب على صحة الانسان عند الإصابة بنزلات البرد.

الشراب المغذي لا يزيد انتاج المخاط

وحول هذا الموضوع يضيف البروفيسور لين بأنه اثناء شرب الانسان للحليب يقوم الجسم كالمعتاد بإفراز المخاط بالشكل الطبيعي فقط، ولا يزيد شرب الحليب من انتاج هذا المخاط او تكاثره او تشكيل البلغم في الحلق، وان شعور الناس بأن لعابهم قد أصبح أثقل نتيجة شرب الحليب وأكثر صعوبة عند عملية البلع ما هو الا إحساس طبيعي.

خرافة التسبب في الربو

والخرافات المنتشرة عن الحليب لا تقتصر على هذه الشائعة فقط، فحسب أحدث الدراسات التي أجريت في استراليا، فقد تبين أن نصف من يشربون الحليب يعتقدون بأن شربه يؤدي الى زيادة تشكيل السائل في الحلق على شكل مخاط ومن ثم تكاثر البلغم، والاغرب من ذلك كله هو ربط عدد كبير من الناس ما بين شرب الحليب والاصابة بمرض الربو.

وبعد نهاية هذا المقال نتمنى من القراء المداومة على شرب هذا السائل الغني بالفوائد التي لا حصر لها، وتوعية الاخرين بأن لا مضار من شربه عند الإصابة بنزلات البرد، ولا يسبب هذا السائل الغني بتكاثر البلغم في الحلق.

كتابة وتحرير المقال أ. بسام عصام البطه