تاريخ النشر:م22/03/2021 اليوم:الإثنين

لا يمكن إنكار تأثير موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك واسع المدى وتداخله مع جميع المجالات، كما لا يمكن أيضًا تجاهل حقيقة أن كل ما نشهده الآن من تكنولوجيا وتطبيقات حديثة يُعد لا شئ مقارنةً بما يخبئه لنا المستقبل.

فما السبب؟

بعض البرامج التي يمتلكها موقع فيسبوك الآن بل وبرامج أخرى لم يتم إطلاقها بعد، تدعو إلي القلق في معظم الأحيان، ففيس بوك وغيره من الشركات المماثلة مثل جوجل لديهم الآن كم هائل من البيانات والمعلومات المتعلقة بالمستخدمين، والتي لا يسعكم تخيل ما يمكنهم فعله بها في المستقبل وكيف يمكنهم التحكم به عن طريق تلك البيانات.

 

ما الذي يمكن فعله بهذه البيانات؟

في الحقيقة ليس هناك حدود لما يمكن فعله بهذه البيانات، ولقد كشف أحد المقالات بصحيفة ةنيويورك تايمز مؤخرًا عن بعض براءات الاختراع التي تسعى فيس بوك للحصول عليها والتي يبدو العديد منها صادمًا بل ومروعًا أيضًا.
نعم.. لا شئ يدعوا إلى القلق حتى الآن، فليس كل ما تسعي الشركة للحصول عليه قد تحصل عليه بالفعل، خاصةً إذا كان دربًا من دروب المستحيل، ولكن بعض هذه الاختراعات قد يجد طريقه إلي النور في المستقبل القريب بعد القيام بعدة أبحاث وتجارب مختلفة.
أحد هذه الاختراعات يتمثل في عمل بصمة خاصة بكل كاميرا حتي يمكن التعرف بسهولة علي الشخص الذي قام بالتقاط الصورة، وهذا يعني أنك إذا قمت بالتقاط صورة من خلال كاميرا الهاتف الخاص بك ثم أرسلتها إلي أحد الأصدقاء وقام هذا الصديق بنشرها عبر فيسبوك؛ فسوف يتمكن الموقع بسهولة من تتبع الصورة إلي الكاميرا التي قامت بالتقاطها، وبالتالي إليك مباشرة!

 

كما أننا نجد بين هذه الاختراعات المبهرة والمثيرة للقلق -في آنٍ واحد- تطبيقات للتنبؤ بمستقبل العلاقات وتحديد أنواع الشخصيات المختلفة، إلا أن تطبيقًا واحدًا يجعلنا نتوقف عنده حيث يُعد هذا التطبيق حقًا دربًا من دروب الخيال. ألا وهو سعي فيس بوك لإنشاء تطبيق يمكنه التنبؤ بالمستقبل بما يتضمنه من أحداث مصيرية كالتخرج والزواج والإنجاب وحتى التنبؤ بالموت.

 

ما خطورة تطبيق كهذا؟

يعتمد هذا التطبيق باختصار على استخدام بيانات المستخدمين وتتبع أنماط التطور المختلفة وتحليلها ومقارنتها حتى يمكن من خلال ذلك التنبؤ بالأحداث الهامة كالزواج أو ترقية ما في العمل أو إنجاب أطفال. ألا يبدوأ هذا مخيفًا بعض الشئ؟! فإذا استطاع الإنسان معرفة ما سيحدث له في المستقبل كيف سيؤثر ذلك على قراراته واختياراته وحتى على الروتين اليومي الخاص به.
فقد يبدو للوهلة الأولي أن معرفة المستقبل هي شئ جيد، إلا أن الطبيعة البشرية في حاجة مستمرة إلى التساؤل والتمني والانتظار والحصول على المفاجآت، وأشياء من هذا القبيل، حيث يعتقد البعض أن تطبيقًا كهذا قد يكون له تأثيرُا سلبيًا كبيرًا، وسوف لن يعود بالنفع علي أحد ما عدا اللشركة التي تمتلك التطبيق بالطبع. في حين يرى البعض الآخر أن الأمر من شأنه تحقيق نتائج إيجابية رائعة إذا ما استخدمه الشخص بعقلانية ووعي.

تخيل ماذا ستفعل إن كنت تعلم أنك ستموت الشهر القادم؟ أو علمت أنك لن تحصل على الترقية التي طالما انتظرتها طوال سنوات عملك أو أنك لن تحصل عليها قبل 5 سنوات؟ هل ستستمر بالعمل لنفس الشركة أم ستستقيل منها في أقرب فرصة للبحث عن جهة عمل أكثر تقديرًا لجهودك بدلًا من إضاعة الوقت؟، ماذا لو عرفت مسبقًا أنك لن تتزوج أبدًا في حين أنك تحب أحدهم بشدة؟ وغيرها وغيرها من الأحداث التي لو كنا على علم بمستقبلها لأثر ذلك على مسار حياتنا وأدائنا ومواقفنا تمامًا..

بالنهاية،

قد يبدو الأمر جنونيًا بعض الشئ، لكن لا ندري لعل هذا شئ يمكن حدوثه في المستقبل، والعديد من الاختراعات التي نستخدمها الآن وقد صارت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية كانت أيضًا دربًا من دروب الخيال يومًا من الأيام.

كتابة وتحرير المقال أ. بسام عصام البطه








5
1
5


تعليقات الفيسبوك