تاريخ النشر :م26/3/2019 اليوم:الثلاثاء

المولود الثاني في العائلة أكثر عرضة ليكون خرقاً للقوانين وأكثر وقوعاً في المشاكل

خلصت دراسة حديثة أجريت عام 2017 إلى أن الأطفال الذين يولدون في المرتبة الثانية ( المولود الثاني ) أكثر عرضة للوقوع في المشاكل والمتاعب المدرسية ولديهم ميول أكثر للتصرف بشكل عدائي من المولود الاول، ويميلون الى اختراق أنظمة وقواعد المدرسة، وهذه النتيجة من المؤكد أنها تجلب الكثير من المتعة والسعادة للأشقاء الأكبر سنا في كل مكان.

تفاصيل الدراسة:

أجرى الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة نورث وسترن وجامعة فلوريدا آلاف الاختبارات عن مجموعات من الأخوة في الدنمارك وولاية فلوريدا – وهما ثقافتان مختلفتان اختلافا جذريا-، ووجدوا أن المولود الثاني في العائلة من كلا الجنسين كانوا أكثر خرقاً للقوانين والتعليمات وأكثر عرضة للوقوع في المشاكل والمتاعب من أقرانهم الأكبر سناً.

وعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة في البيئتين التي جرت الدراسة فيهما -الدنمارك وولاية كاليفورنيا-، إلا ان النتائج كانت متسقة بشكل كبير: حيث تَبيّن ان الأسر التي لديها طفلين أو أكثر، يكون المولود الثاني فيها أكثر خرْقاً للقوانين والأنظمة في المدرسة بنسبة تتراوح بي 20 إلى 40٪ وأكثر عرضة للوقوع تحت نظام العقوبات المدرسية والخضوع لنظام التأديب بالمقارنة مع المولود الاول في العائلة.

العلاقة بين ترتيب الأولاد في العائلة والمخالفات!

لماذا يؤثر ترتيب الاولاد في العائلة على احتمال ارتكاب المخالفات؟

يرى القائمون على هذه الدراسة أن الخطر الاكبر للانحراف عند المولود الثاني يرجع إلى حقيقة أن هؤلاء الأطفال لا يحصلون على الاهتمام والتركيز والعناية بالقدر الكافي الذي حصل عليه أشقاؤهم الأكبر سناً ولذلك، قد يتصرفون بطريقة تجلب انتباه الناس إليهم، وبغض النظر عن الطريقة التي يتبعونها في جلب ذلك.

المولود الثاني ومحاولة الاستحواذ على الاهتمام

يشير الباحثون والمؤلفون لهذه الدراسة إلى حقيقة أن الآباء يأخذون وقتًا أكبر وأطول على شكل عطل واجازات من العمل عندما يحصلون على  طفلهم الاول مقارنة مع حصولهم على طفلهم الثاني، وبعبارة أخرى، لا يتنافس المولود الثاني مع أخيه الأكبر سنًا فقط على الاهتمام، بل يتنافس أيضًا مع المهن التي تستحوذ على اهتمام الإباء.

وتقول الدراسة أيضاً أن الطفل الأكبر يمضي وقتًا أطول في صحبة الأشخاص الراشدين والناضجين، مما يؤثر بدوره على سلوكهم ليكونوا أكثر نضجاً ورشداً.

وعلى العكس تماماً، فإن المولود الثاني يقضي وقتاً أطول في صحبة طفل صغير آخر، أو طفل في سن المدرسة كنموذج يحتذي به وهذا الشخص عادة يكون أكثر اندفاعاً وتهوراً وغروراً لحداثة سنه.

لذلك لم يكن مستغرباً أن الأبحاث السابقة أشارت الى ان الأشقاء الأكبر سناً (أول مولود في العائلة) يميلون لأن يكونوا أكثر ذكاءً من اخوانهم وأخواتهم الأصغر سنا، والسبب في ذلك أن الآباء يقضون وقتاً أكثر مع طفلهم الأول وبالتالي منحهم الاهتمام والعناية الكاملة.

هل يفقد الآباء والأمهات حماسهم بعد إنجاب طفلهم الأول؟

اعترف العديد من الآباء والأمهات في عدد من الدراسات السابقة أنهم يصبحون أقل حماسة بخصوص المشاركة في الأنشطة مع الأطفال الأصغر سنا مثل مشاركة الاطفال قصص ما قبل النوم، والألعاب اليدوية – والالعاب التي تساعد على زيادة الذكاء.

علاوة على كل ذلك، اعترفت عدد من الأمهات أنهن لم يكن صارمات مع أنفسهن خلال فترة الحمل الثاني وقاموا بأشياء خطرة مثل الشرب والتدخين، وهذه الأشياء الخطرة أسهمت في النتائج السلبية لدى المولولد الثاني.

ولكن، قبل أن يبدأ الخوف والذعر عند الآباء، إليك بعض الأخبار السارة

أكد شانكار فيدانام، الباحث في مجال العلوم الاجتماعية أن جرائم للأطفال عند المولود الثاني ليست مصدر قلق كبير، على الرغم من أن الدراسات أظهرت زيادة نسبة الأفعال العدائية عندهم بنسب تتراوح بين 25 و40 في المائة عن اقرانهم الاكبر سناً، إلا أن الأرقام الاجمالية للأفعال  العدائية عند الأطفال تبقى بشكل عام قليلة وحتى لو كانت أكثر تواجداً عند المولود الثاني من الاشقاء الاكبر سناً.

وقال شانكار فيدانام: أقليّة فقط من الأطفال، ربما طفل من بين عشرة او عشرين يواجهون مشاكل خطيرة عندما يكونوا في الترتيب الثاني في الولادة.

ما رأيك بنتائج هذه الدراسة؟ هل تعتقد أن طفلك الأكبر سناً يؤثر على طفلك الصغير ليقوم بخيارات أكثر خطورة ويتصرف بشكل عدائي ؟ وهل تقلق من أن مولودك الثاني لا يحظى بنفس الاهتمام كما حظي به مولودك الاول؟

لا يسمح بنسخ أو استعمال مواد هذا الموقع بأي شكل كان إلا بإذن خطي مسبق من Albatta.net جميع الحقوق محفوظة 2019 - 2020

كتابة وتحرير المقال أ. بسام عصام البطه








1
2
0


تعليقات الفيسبوك