على عكس أولئك الذين يصطنعون الثقة بالنفس لإخفاء مواطن ضعفهم
يتميَّز الواثقون بأنفسهم حقاً بمظهرٍ فريد. والمؤكد أنهم يتفوقون دائماً على الشخصيات التي يملؤها الشك ويزعزعها عدم الاستقرار، لأنهم قادرون على إلهام غيرهم وإنجاز الأمور.
«إذا كنتَ تظن أنك تستطيع أو لا تستطيع، فأنت على حق». تعبِّر هذه العبارة عن أحد المفاهيم الشهيرة التي أطلقها الاقتصادي الأميركي البارز هنري فورد، وتدور فكرته حول التأثير القوي لعقلية الإنسان في قدرته على النجاح، وهو ما أكدته إحدى الدراسات الحديثة التي أُجريت في جامعة ملبورن الأسترالية، وأثبتت أن الأشخاص الواثقين بأنفسهم دائماً ما يجنون أجوراً أعلى وترقيات أسرع مقارنة بغيرهم.
في الواقع، دائماً ما يكون للأشخاص الواثقين بأنفسهم تأثيرٌ كبير على من يتعاملون معهم، وينبع ذلك من قدرتهم الكبيرة على إحداث تأثير كبير وداخلي على أنفسهم أولاً.
وبالنظر إليهم من الخارج، نراهم يبتكرون، ويعبرون عن أفكارهم، ويدفعون أنفسهم دائماً إلى الأمام نحو أشياء أكبر وأفضل. إلا أننا نتغافل عن الجزء الأفضل، إذ لا نرى عاداتهم التي يطورونها للوصول إلى هذه الثقة الكبيرة، فكل يوم يمر عليهم هناك عمل رائع يقومون به خلف الكواليس.
وبينما تجري الكثير من التغيرات في الناس على مدار الأيام، فإن عادات الواثقين بأنفسهم تظل ثابتة.
وفيما يلي أبرز هذه العادات، التي عليك استيعابها ومحاكاتها للوصول إلى الثقة بالنفس.
1- يتحدثون عن يقين
من النادر أن تسمع شخصاً يثق بنفسه حقاً يستخدم عبارات مثل: «لست متأكداً»، أو «على ما أعتقد»، فالواثقون بأنفسهم يتحدثون دائماً بحزم لعلمهم بصعوبة إيصال أفكارهم دون أن يكونوا هم أنفسهم مقتنعين بها.
2- يبحثون عن انتصارات صغيرة
يحب الواثقون بأنفسهم دائماً روح المنافسة، وتحدي النفس وتحقيق الانتصارات، حتى وإن كانت صغيرة أو كلفتهم الكثير من الجهد.
وتؤدي الانتصارات الصغيرة إلى زيادة مستقبلات هرمون الأندروجين في مناطق المخ المسؤولة عن زيادة الحافز لديهم.
وزيادة مستقبلات الأندروجين تؤدي بدورها إلى ارتفاع نسبة هرمون التستوستيرون، وهو ما يزيد من ثقتهم ورغبتهم في مواجهة تحديات المستقبل.
وحين يحققون سلسلةً من الانتصارات الصغيرة، تستمر ثقتهم بأنفسهم لعدة أشهر.
3- يمارسون الرياضة
أثبتت دراسة أُجرِيَت بمعهد بحوث أونتاريو الشرقية في كندا، أن الأشخاص الذين يواظبون على ممارسة الرياضة مرتين أسبوعياً ولمدة 10 أسابيع يشعرون بكفاءةٍ أكبر على المستويات الاجتماعية والعلمية والرياضية، وكذلك يُحسِّنون من مظهر أجسادهم والاعتزاز بالنفس.
ولا يقتصر دور الرياضة فقط على إحداث تغييرات جسدية بالأجسام، فهي مسؤولة عن زيادة الثقة بالنفس، لكنها أيضاً تفرز في الحال هرمون الإندورفين القادر على صنع الفارق.
4- لا يطلبون الاهتمام
يعلم الواثقون بأنفسهم أن التركيز على النفس أكثر أهمية من محاولة إثبات أهميتهم للآخرين، فآخر ما يسعون إليه هو الاهتمام، ومواقفهم الجيدة دائماً هي ما تجذب الناس إليهم سريعاً، وليس مَن يعرفون، أو عددهم.
إنهم متمرسون في إزاحة الاهتمام الواقع عليهم، فحين يتلقون اهتماماً عن أي إنجاز حققوه، سرعان ما يحولونه صوب كل من عمل بجدٍّ في مساعدتهم على الوصول إليه، لا يسعون إلى ثناء أو استحسان لأن ثقتهم بأنفسهم نابعة من الداخل.
5- لا يصدرون أحكاماً
لا يطلق الواثقون بأنفسهم أحكاماً على غيرهم، لعلمهم أن كل شخص لديه شيء ما يستطيع تقديمه، كما أنهم ليسوا في حاجة إلى التقليل من غيرهم للشعور بالرضا عن أنفسهم.
بالنسبة لهؤلاء، تبدو مقارنة أنفسهم بغيرهم أمراً ضيقاً ومقيِّداً، لذا فهم لا يهدرون وقتهم في تصنيف الناس أو في القلق حول التفوق على كل من يقابلونه.
6- يصلون إلى السعادة في داخلهم
تُعد السعادة عنصراً حاسماً في الثقة بالنفس، فلكي تكون واثقاً مما تقوم به عليك أن تكون راضياً عن نفسك أولاً.
ويستمد الناس الذين يملكون الثقة ذلك من شعورهم بالسعادة والارتياح الناتج عن إنجازاتهم، وذلك على عكس ما يفكر به الآخرون عن إنجازاتهم.
7- يستمعون أكثر مما يتحدثون
يستمع الواثقون بأنفسهم أكثر مما يتحدثون، لأنهم لا يشعرون كما لو كان لديهم شيءٌ لإثباته، ويعلمون أن الإنصات الجيد وإعارة الانتباه للآخرين من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التعلم والنمو.
تجدهم دائماً يركزون على ذواتهم، بدلاً من البحث عن فرصٍ لإثبات أنفسهم للآخرين، فهم يعلمون أن هذا هو النهج الأكثر إمتاعاً وإفادةً للناس.
8- يجازفون
إذا أُتِيحَت لهم الفرصة، فإنهم لا يفرطون فيها، لا يقلقون بشأن خطأ ما قد يحدث، بل يقولون لأنفسهم: «ماذا يوقفني؟ لماذا لا أستطيع فعل ذلك؟»، فالخوف لا يمنعهم أبداً، ليقينهم باستحالة النجاح دون محاولة.
9- يعترفون بالخطأ
لا يخاف الواثقون بأنفسهم من ثبوت خطئهم، بل يبرزون آراءهم لمعرفة مدى صحتها، ولحرصهم على التعلم من أوقات الخطأ، والاستفادة ممن تعلموا منهم حينما كانوا على حق، ويعرفون أن بإمكانهم الوقوع بأخطاء مثلهم في ذلك مثل كل الشخصيات الأخرى.
10- يحتفلون بنجاح الآخرين
إن غير الواثقين بأنفسهم دائماً ما يكون لديهم شكٌّ في أهميتهم، وانتقادهم للآخرين هو طريقهم لسرقة الأضواء وإثبات الجدارة.
أما على الجانب الآخر، فإنك تجد الواثقين بأنفسهم غير قلقين على أهميتهم، فثقتهم تنبع من الداخل.
وعلى عكس التركيز القَلِق على الداخل، يركز الواثقون بأنفسهم على الخارج، مما يسمح لهم برؤية كل شيء رائع يحققه الآخرون، ويشيدون به كنتيجة طبيعية لذلك.
الخلاصة:
للوصول إلى الثقة بالنفس، عليك أن تكون شغوفاً في سعيك نحو مستقبل أفضل، فبناء الثقة رحلة وليس وجهة.
– هذا المقال مترجم عن النسخة الأميركية لهافينغتون بوست.
كتابة وتحرير المقال أ. بسام عصام البطه
تعليقات الفيسبوك